للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدعوة إلى التوحيد واجبة على كل مسلم قال سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (١)، وقال صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية (٢)».

ولهذا المقصد أساسان لا يكون إلا بهما:

الأساس الأول: البصيرة في الدعوة، والبصيرة هي: العلم واليقين الذي لا باطل فيه ولا شك معه، ولقد كانت أول آية نزلت بعد اقرأ هي: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (٣) {قُمْ فَأَنْذِرْ} (٤) فقوله: «اقرأ» فيها البصيرة التي تهيئ الداعية للدعوة، وللبصيرة أربعة مظاهر تنشأ عنها وتدل عليها هي الواردة في سورة المدثر: أولها قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} (٥) فتعظيم التوحيد وأن يكون القصد من الدعوة أن يعظم العباد ربهم ويقوموا بحقه هو من البصيرة في الداعي، ثانيها قوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (٦) فالعمل بالتوحيد طاهرا من القوادح هو من البصيرة في الداعي، ثالثها قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (٧) فترك الشرك وما دونه من أعمال العصيان وهجرها هجرا جازما بتركها وأماكنها وأهلها من البصيرة في الداعي، رابعها قوله: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} (٨) فاتخاذ الدعوة إلى الله قربة لله لا منة فيها على أحد ولا طلبا لوجاهة وذكر ولا انتظارا لأجر ومقابل من البصيرة في الداعي.


(١) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٢) أخرجه البخاري، الصحيح مع الفتح ٦/ ٤٩٦ ح٣٤٦١.
(٣) سورة المدثر الآية ١
(٤) سورة المدثر الآية ٢
(٥) سورة المدثر الآية ٣
(٦) سورة المدثر الآية ٤
(٧) سورة المدثر الآية ٥
(٨) سورة المدثر الآية ٦