للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما دليل ذلك من السنة فهو ما يلي:

١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها (١)»، حيث يرشد هنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة إبعاد الرجال عن النساء في الصلاة التي أقرب ما يكون فيها المسلم إلى ربه، حيث تضعف شهوات النفس وتخف وساوس الشيطان وإغواءه ويكون المسلم فيها والمسلمة أبعد عن مواضع الفتنة والريبة، فكيف في غير الصلاة؟!!، فهذا يدل على ضرورة منع الاختلاط بين الجنسين في ميادين العمل وغيرها.

٢ - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها (٢)»، قال الطيبي: (والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها


(١) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (الصلاة)، باب (تسوية الصفوف وإقامتها) ج٤ ص١٥٩.
(٢) رواه الترمذي في سننه في (أبواب الرضاع)، الباب رقم (١٨) برقم (١١٨٣)، وقال: (حديث حسن صحيح غريب) ج٢ ص٣١٩. وقال كل من الهيثمي والمنذري: رواه الطبراني في الأوسط من حديث عبد الله بن عمر، ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد ج٤ ص٣١٤، والترغيب والترهيب ج١ ص٣٠٤.