للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي إغواء الناس، فإذا خرجت طمع وأطمع، لأنها حبائله وأعظم فخوخه) (١)، وقال المنذري: فيستشرفها الشيطان (أي ينتصب ويرفع بصره إليها ويهم بها، لأنها قد تعاطت سببا من أسباب تسلطه عليها، وهو خروجها من بيتها) (٢).

٣ - وما روي عن أم حميد الساعدية رضي الله عنها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، فقال: (قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي (٣)».

فهذه الصحابية امرأة صالحة تقية ذات خلق ودين، ومع ذلك بين لها صلى الله عليه وسلم الحق والخير في أي الأماكن تكون صلاتها فيه أفضل وأبقى، وذكر لها على الترتيب الأماكن التي يتميز بعضها عن


(١) المناوي – فيض القدير ج٦ ص٢٦٦.
(٢) الترغيب والترهيب ج١ ص٣٠٦.
(٣) رواه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب (الإمامة في الصلاة)، الباب (١٧٧)، الحديث رقم (١٦٨٩) ج٣ ص٩٥. كما رواه ابن حبان في صحيحه برقم (٢٢١٤) ج٣ ص٣١٨، وعزاه الحافظ ابن حجر في (الفتح) إلى الإمام أحمد والطبراني، وقال: (وإسناد أحمد، حسن، وله شاهد من حديث أبي مسعود عند أبي داود) ج٢ ص٣٥٠.