للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لضرورة؛ على ما تقدم في غير موضع) (١). ويقول الشوكاني - بعد أن ساق كذلك القراءات تلك وأقوال العلماء في بيان معانيها -: (المراد بالآية أمرهن بالسكون والاستقرار في بيوتهن) (٢)، ويقول أبو بكر الجصاص: (وقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (٣) روى هشام عن محمد بن سيرين قال: قيل لسودة بنت زمعة: ألا تخرجين كما تخرج أخواتك؟ قالت: والله لقد حججت واعتمرت ثم أمرني الله أن أقر في بيتي، فوالله لا أخرج، فما خرجت حتى أخرجوا جنازتها. وقيل: إن معنى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (٤) كن أهل وقار وهدوء وسكينة، يقال: وقر فلان في منزله يقر وقورا إذا هدأ فيه واطمأن به، وفيه الدلالة على أن النساء مأمورات بلزوم البيوت منهيات عن الخروج) (٥). ويقول أبو الثناء الألوسي – بعد أن ذكر القراءات المتعددة لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (٦) -: (والمراد على جميع القراءات أمرهن رضي الله تعالى عنهن بملازمة البيوت، وهو أمر مطلوب من سائر النساء) (٧).

وأما الاحتجاج على عدم صحة الاستدلال بالآية على منع الاختلاط بادعاء الاختلاف في تعيين المخاطب بالآية هل هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم أم عامة النساء، فليس بشيء، وذلك لما يلي:


(١) الجامع لأحكام القرآن ج١٤ ص١٧٩.
(٢) فتح القدير ج٤ ص٢٧٨.
(٣) سورة الأحزاب الآية ٣٣
(٤) سورة الأحزاب الآية ٣٣
(٥) أحكام القرآن ج٣ ص٤٧١.
(٦) سورة الأحزاب الآية ٣٣
(٧) روح المعاني ج٢٢ ص٦.