للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولله در الشريف الرضي حينما قال:

لا العف عف حين تملك لبه ... تلك اللحاظ ولا الأمين أمين

ومن جراء ذلك لزم ألا تسنح أي فرصة للجنسين وأن تسد طرقها، وفرض الحجاب ومنع الاختلاط معناه: حجب طرق الفرصة على النفوس بأخصر وجه (١).

واعتبار قرار النساء في البيوت أنه بمثابة تحويل هذه البيوت إلى سجون للنساء، والحكم عليهن جميعا بما حكم به اللاتي أتين الفاحشة، هذا الاعتبار ينطوي على استخفاف بحكم الله ورسوله، وفيه تضليل للقارئ؛ لأنه وإن كان الأصل هو قرار المرأة في بيتها، فإن الإسلام يجيز لها الخروج منه عند الحاجة إلى ذلك، مع الالتزام بالحجاب الشرعي، واجتناب مخالطة الرجال. فيجيز لها مثلا الخروج لزيارة الوالدين، ولصلة الأرحام، وللحج مع محرم، ولطلب علم، ولمراجعة طبيب، وللإدلاء بشهادة لدى القاضي، ولأداء الصلوات في المسجد إذا أمنت الفتنة، ولقضاء حاجة مشروعة لا تقضى إلا بوجودها، ونحو ذلك.

سابعا: الجزم بأنه ليس في الإسلام ما يوجب على الزوج القيام


(١) انظر: مصطفى صبري – قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب ص٦٩ - ٧٠.