للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زوجها الزبير، لم يقل له: لا خدمة عليها وأن هذا ظلم لها، بل أقر الزبير على استخدامها، كما أقر سائر أصحابه على استخدام زوجاتهم، مع علمه صلى الله عليه وسلم بأن منهن الكارهة والراضية (١).

بل روي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، أنه قال: (دخلت أيم العرب على سيد المسلمين أول العشاء عروسا، وقامت آخر الليل تطحن – يعني: أم سلمة رضي الله عنها) (٢).

يقول الشيخ السيد سابق: (وقد جرى عرف المسلمين في بلدانهم في قديم الأمر وحديثه بما ذكرنا – من خدمة المرأة لبيتها وزوجها – ألا ترى أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يتكلفون الطحين، والخبز، والطبيخ، وفرش الفراش، وتقريب الطعام، وأشباه ذلك، ولا نعلم امرأة امتنعت عن ذلك، ولا يسوغ لها الامتناع، بل كانوا يضربون نساءهم إذا قصرن في ذلك، ويأخذونهن بالخدمة، فلولا أنها مستحقة لما طالبوهن، هذا هو المذهب الصحيح) (٣).

٣ - وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المرأة راعية على بيت بعلها


(١) انظر: المرجع السابق ج٥ ص١٨٨.
(٢) الذهبي – سير أعلام النبلاء ج٢ ص٢٠٥.
(٣) فقه السنة ج٢ ص٢٠٣.