للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (١)، ويقول أيضا: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (٢)، ويقول صلى الله عليه وسلم: «المرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم (٣)».

فالحمل هو الثمرة الطبيعية للقاء الزوجي بين الذكر والأنثى، والرغبة في الأمومة غريزة فطرية وأمر واقعي بالنسبة للمرأة؛ نظرا لتكوينها الجسمي والعقلي والنفسي كما تقدم. وتطول مدة الحمل إلى تسعة أشهر، والمرأة مسؤولة عنه باعتباره روحا وحياة جديدة تخلق في بطنها، وقد أخذ الله منها الميثاق بألا تقتله عمدا أو تتسبب في قتله، حيث يقول تعالى في آية بيعة النساء: {وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ} (٤).

وأما الوضع فهو المخاض المذكور في قوله تعالى: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} (٥)، والوضع عملية شاقة شديدة، تفقد فيها المرأة كمية كبيرة من


(١) سورة لقمان الآية ١٤
(٢) سورة البقرة الآية ٢٣٣
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) سورة الممتحنة الآية ١٢
(٥) سورة مريم الآية ٢٣