للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدم، ثم تعقبها فترة النفاس التي تستمر أربعين يوما، تعاني فيها المرأة من الإرهاق بعد الجهد الشاق الذي بذلته أثناء عملية الوضع، وصدق الله حين قال: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} (١).

وأما الإرضاع فمدته سنتان كاملتان؛ لقوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} (٢)، أما حكمه بالنسبة للأم فنجده في قوله تعالى: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} (٣)، حيث يروي الإمام البخاري عن يونس، عن الزهري، أنه قال: (نهى الله أن تضار والدة بولدها، وذلك أن تقول الوالدة: لست مرضعته، وهي أمثل له غذاء وأشفق عليه وأرفق به من غيرها، فليس لها أن تأبى بعد أن يعطيها من نفسه ما جعل الله عليه) (٤).

والحليب الممتص من ثدي الأم هو الغذاء الطبيعي الملائم للطفل الوليد، وهو أول وأهم ما يحتاجه عند قدومه إلى هذه الدنيا، ولذا ورد الحث عليه، حيث يقول سبحانه: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} (٥)، وعليه فلا يقبل من الأم الامتناع عن إرضاع طفلها بحجة انشغالها بالعمل خارج البيت؛ لأنها تكون بذلك مقاومة لسنة الفطرة وطبيعتها كأنثى مزودة بجهاز قد خلقه الله لهذا الغرض.

وأما الحضانة والتربية فهي أمر له شأن عظيم وأثر كبير في حياة


(١) سورة الأحقاف الآية ١٥
(٢) سورة البقرة الآية ٢٣٣
(٣) سورة البقرة الآية ٢٣٣
(٤) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب (النفقات)، الباب (٤)، ج٩ ص٥٠٤.
(٥) سورة القصص الآية ٧