للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشرائعه على حد سواء، فهي جماع الدين والإيمان. ومن شرائع الدين: اجتناب المرأة المسلمة مخالطة الرجال الأجانب، وبقاؤها في بيتها، وعدم خروجها منه إلا لحاجة شرعية.

ومن رفض شريعة من شرائع الإسلام الثابتة بالكتاب والسنة، تبعا لشهوات نفسه وأهوائها، أو تقليدا للآخرين بحجة أن ذلك مما تمليه ضرورات التطور، وما تستلزمه المدنية لم يعد من المؤمنين، يقول عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (١) ويقول أيضا: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٢).

ويمكن للمسلم والمسلمة تفهم مظاهر التطور والرقي – وهو مما يدعو إليه صاحب هذه الدعوى – مع التمسك بأحكام الشريعة وأهدافها.

ولا يخفى على كل لبيب مدى التناقض في كلام صاحب هذه الدعوى الذي قال – بعد زعمه أن خروج المرأة من بيتها ومخالطتها الرجال الأجانب للعمل وغيره هو من ضرورات التطور والمدنية: (لا بد من فهم مظاهر التطور هذه واستيعابها وفق مبادئ الإسلام، بعيدا عن روح الخوف والحذر وسد الذرائع، تلك الروح التي سادت في عصور الانحطاط وكبلت


(١) سورة الأحزاب الآية ٣٦
(٢) سورة النساء الآية ٦٥