المجتمع الإسلامي) انتهى كلامه، ففهم مظاهر التطور والمدنية واستيعابها وفق مبادئ الإسلام يقتضي منا الأخذ بمبدأ (الحذر وسد الذرائع)، لا التنصل عنه.
وادعاء أن روح الخوف والحذر وسد الذرائع إنما سادت في عصور الانحطاط وكبلت المجتمع الإسلامي؛ مغالطة عجيبة، فسد الذرائع – وهو تحريم ما يتذرع ويتوصل بواسطته إلى الحرام – أصل من أصول الشريعة، وقاعدة من قواعدها الكلية التي عمل بها في الكتاب والسنة. فمثاله في الكتاب: نهي الله عز وجل عن سب آلهة المشركين، مع كونه من مقتضيات إفراده سبحانه بالألوهية، وذلك لكون هذا السبب ذريعة إلى أن يسبوا الله عدوا وكفرا على وجه المقابلة، قال تعالى:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}(١).
ومثاله من السنة: نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحتكار؛ لئلا يتخذ ذريعة إلى رفع الأسعار وعدم وجود السلع في الأسواق، مما يسبب الضرر للأفراد.
وقد عمل المسلمون بهذا الأصل – سد الذرائع – منذ تاريخ