الإسلام، ومن ذلك على سبيل المثال: اتفاق الصحابة رضي الله عنهم وعامة الفقهاء على قتل الجماعة بالواحد، وإن كان أصل القصاص يمنع ذلك؛ لئلا يكون عدم القصاص ذريعة إلى التعاون على سفك الدماء.
وكذلك اتفاق الصحابة على جمع عثمان رضي الله عنه للمصحف على حرف واحد من الأحرف السبعة؛ لئلا يكون ذريعة إلى الاختلاف في القرآن (١).
فكيف يسوغ القول – بعد كل ما تقدم – بأن الأخذ بسد الذرائع إنما ساد في عصور الانحطاط؟!، وكيف يكون الأخذ بأصل من أصول الشريعة مكبلا للمجتمع الإسلامي؟!!، إن كان ذلك مكبلا لأحد فهو للمتبرمين من أصول الشريعة وأحكامها.
وفي الربط بين الأخذ بسد الذرائع وعصور الانحطاط ما لا يخفى من الاستخفاف بالمحافظين على دينهم الحريصين على الالتزام بأحكامه.
وأختم هنا بكلمة جامعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز المفتي العام السابق بالمملكة العربية السعودية، فيها رد بليغ على دعاة خروج المرأة من بيتها ومشاركتها الرجل في ميدان عمله، حيث يقول - تغمده الله بواسع رحمته -: (إن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجل المؤدي إلى الاختلاط، سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح، بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة- أمر خطير جدا، له تبعاته الخطيرة،