علماء السلف في الفتوى ومن سار على منهجهم من علماء عصرنا الحاضر.
ولقد كان من أبرز أعلام هذا العصر وعلماء هذا الزمان، ممن طبقت شهرته الآفاق في العلوم الشرعية كافة، وفي مجال الفتوى خاصة: شخصية علمية نادرة، يعد بحق أمة في رجل، أئمة في إمام، أنموذجا مشرقا في العلم والدراية، ومثلا سارت به الركبان في الاجتهاد والفتوى، مما يجعله جديرا بالاهتمام والعناية، والدراسة والرعاية، ذلكم هو: سماحة العلامة المفتي الشيخ أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله رحمة واسعة.
ونظرا لما مثله سماحته – رحمه الله – من منزلة علمية عالية، ومكانة إفتائية عالمية، ولما تمتع به من منهج متميز في الفتوى، قل نظيره في هذا العصر، وبناء على حاجة المكتبة الإسلامية – فيما أرى – إلى بحث مستقل يبرز منهجه العلمي ويجلي طريقته وأسلوبه في الفتوى، خاصة أن غالب الكتابات، وأكثر الأطروحات التي صدرت عن سماحته تعنى بالجانب السيري، والطرح السردي العام؛ فقد رأيت أن أقدم بحثا علميا استقرائيا منهجيا، يركز على أصول منهجه – رحمه الله – في الفتوى، والأسس التي بنى عليها فتاويه، إسهاما مني في البحث العلمي، ومشاركة في إبراز المنهج الصحيح في الفتوى، الذي سار عليه علماؤنا – رحمهم الله –، ووضع لبنة سليمة في بناء العلم والفتوى الشامخ، ووفاء