للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علمت فعليك أن تترك هذا العمل، وأن تتوب إلى الله – سبحانه – مما سلف، وتبذل ما قبضته من طريق الربا، وأنت عالم به في جهة البر والخير كالصدقة على الفقراء والمساكين إلى غير ذلك حتى تتخلص من هذا المال الذي جاءك بغير وجه شرعي، وقد «صح عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – أنه لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء (١)»، فالواجب على المؤمن أن يحذر من ذلك: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (٢)، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (٣). فأنت إذا اتقيت الله يسر الله أمرك ورزقك من حيث لا تحتسب، فالتمس أعمالا أخرى ولو بأجر قليل إذا كنت تأخذ من البنك خمسة آلاف، أو ستة آلاف، أو عشرة آلاف شهريا، فسوف تجد – إن شاء الله – من الأعمال المباحة بمعاش يكفيك ويبارك الله لك فيه، ولو ألفين، أو ثلاثة، أو أربعة، ولو أقل من ذلك بكثير، أنت عليك أن تطلب الحلال والله يعوضك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح لما سئل أي الكسب أطيب قال: «عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور (٤)»، وقال أيضا: «ما أكل أحد طعاما أفضل من أن يأكل من عمل يده، وإن


(١) أخرجه مسلم في كتاب المساقاة، باب لعن آكل الربا وموكله، برقم (١٥٩٨).
(٢) سورة الطلاق الآية ٢
(٣) سورة الطلاق الآية ٤
(٤) أخرجه الإمام أحمد من حديث رافع بن خديج برقم (١٦٨١٤).