للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاء، وهو النافع الضار المالك لكل شيء والقادر على كل شيء، فالواجب الحذر من عبادة غيره، والتعلق بغيره من الأموات والغائبين والجماد، وغيرهم من المخلوقات التي لا تسمع الداعي، ولا تستطيع نفعه أو ضره. أما الحي الحاضر القادر، فلا بأس أن يستعان به فيما يقدر عليه، كما قال – عز وجل – في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (١)، وكما يستعين المسلم في الجهاد وقتال الأعداء بإخوانه المجاهدين .. والله ولي التوفيق.

(ج) وفي سؤال حول حكم القول بتناسخ الأرواح (٢):

أجاب – رحمه الله -: الحمد الله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ... وبعد:

ما ذكره لكم أستاذ الفلسفة من أن الروح تنتقل من إنسان إلى آخر ليس بصحيح، والأصل في ذلك قوله – تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (٣).

وجاء تفسير هذه الآية فيما رواه مالك في موطئه أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – سئل عن هذه الآية:


(١) سورة القصص الآية ١٥
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ٣٠٨).
(٣) سورة الأعراف الآية ١٧٢