أما إذا كانت هذه الخمسة متصلة بالحيض فهي من جملة الحيض، وتحتسب من العادة، وعليك ألا تصلي فيها ولا تصومي.
وهكذا لو جاءت هذه الكدرة أو الصفرة بعد الطهر من الحيض فإنها لا تعتبر حيضا، بل حكمها حكم الاستحاضة، وعليك أن تستنجي منها كل وقت، وتتوضئي وتصلي وتصومي، ولا تحتسب حيضا، وتحلين لزوجك؛ لقول أم عطية – رضي الله عنها -: «كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا (١)» أخرجه البخاري في صحيحه، وأبو داود وهذا لفظه، وأم عطية من الصحابيات الفاضلات اللاتي روين عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أحاديث كثيرة – رضي الله عنها والله ولي التوفيق.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الحيض، باب الصفرة والكدرة في غير أيام الحيض، برقم (٣٢٦)، وأبو داود في كتاب الطهارة، باب في المرأة ترى الكدرة والصفرة بعد الطهر، برقم (٣٠٧)، وهذا لفظه.