للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإليك – إضافة لما سبق في تعقيبه على مقال د يوسف القرضاوي – مثالا آخر على ذلك:

ففي رده على الشيخ الألباني في حكم قبض اليدين بعد الرفع من الركوع (١):

قال سماحته: فإن قيل: قد ذكر الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في حاشية كتابه (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) ص١٤٥ من الطبعة السادسة ما نصه: (ولست أشك أن وضع اليدين على الصدر في هذا القيام) (يعني بذلك القيام بعد الركوع) بدعة ضلالة؛ لأنه لم يرد مطلقا في شيء من أحاديث الصلاة وما أكثرها، ولو كان له أصل لنقل إلينا ولو عن طريق واحد، ويؤيده أن أحدا من السلف لم يفعله، ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم) انتهى.

والجواب عن ذلك أن يقال: قد ذكر أخونا العلامة الشيخ ناصر الدين في حاشية كتابه المذكور ما ذكر، والجواب عنه من وجوه:

الأول: أن جزمه بأن وضع اليمنى على اليسرى في القيام بعد الركوع بدعة ضلالة، خطأ ظاهر، لم يسبقه إليه أحد فيما نعلم من أهل العلم، وهو مخالف للأحاديث الصحيحة المتقدم ذكرها، ولست أشك في علمه وفضله وسعة اطلاعه وعنايته بالسنة، زاده الله علما وتوفيقا، ولكنه قد غلط في هذه المسألة غلطا بينا، وكل عالم يؤخذ من قوله ويترك كما قال الإمام مالك بن أنس – رحمه الله -: (ما منا إلا راد ومردود


(١) «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» (١١/ ١٣٧).