للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: أن الله سبحانه لا يقاس بخلقه فالمخلوق لا يعلم أحوال الناس إلا إذا بلغ عنهم. والله سبحانه يعلم كل شيء من أحوال عباده وهو أرحم بهم.

الثالث: أن المخلوق قد لا يكون في نفسه باعث لقضاء حاجة المحتاج إلا إذا ألح عليه الواسطة – أما الله سبحانه وتعالى فهو يريد قضاء حوائج عباده ويرحمهم بدون واسطة، ولهذا قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (١) ولم يقل وسطوا بيني وبينكم أحدا لأجيبكم.

الرابع: أن المخلوق يشفع عنده الشافع ويتوسط لديه المتوسط ولو لم يأذن له ولم يرض بوساطته ويضطر لقبول الشفاعة والوساطة لحاجته إلى الشافع والواسطة. أما الله جل وعلا فلا يشفع أحد عنده إلا بإذنه ورضاه عن المشفوع فيه. قال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} (٢) وذلك لغناه عن خلقه وعدم حاجته إليهم.


(١) سورة غافر الآية ٦٠
(٢) سورة النجم الآية ٢٦