للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم ومن أبي بكر وعمر بن الخطاب وبقية الخلفاء الراشدين.

ووضعوا الحواجز كذلك في المدينة المنورة. وهم يفعلون الآن أشياء وكأنهم يقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مخطئا – انظر كيف عد الرفاعي المحاسن مساوئ لحقده وجهله -.

والجواب: أن الرفاعي إذا كان ينكر فصل النساء عن الرجال فهو يدعو إلى الاختلاط المثير للفتنة كما ينادي بذلك بعض كتاب الصحف. وأيضا هو ينكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم فصل النساء عن الرجال وقد فصلهن وجعل صفوف النساء خلف صفوف الرجال وقال: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها (١)» فجعل للرجال صفوفا وللنساء صفوفا – حتى المرأة الواحدة تقوم وحدها خلف الصف لحديث أنس قال: «صففت أنا ويتيم وراءه (يعني الرسول صلى الله عليه وسلم) والعجوز من ورائنا (٢)». وأمنا وضع الحاجز بين الرجال والنساء في مسجدي مكة والمدينة فلأن ذلك أستر لهن فهو من صالح الرجال والنساء وليس الغرض منه أن لا يرين الكعبة، كما يقول،


(١) مسلم الصلاة (٤٤٠)، الترمذي الصلاة (٢٢٤)، النسائي الإمامة (٨٢٠)، أبو داود الصلاة (٦٧٨)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٠٠)، أحمد (٢/ ٤٨٥)، الدارمي الصلاة (١٢٦٨).
(٢) البخاري الصلاة (٣٧٣)، مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦٥٨)، الترمذي الصلاة (٢٣٤)، النسائي الإمامة (٨٠١)، أبو داود الصلاة (٦١٢)، أحمد (٣/ ١٣١)، مالك النداء للصلاة (٣٦٢)، الدارمي الصلاة (١٢٨٧).