للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لوجوده قال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (١)

وقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (٢) {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (٣)

ومن أسمائه - عز وجل - الأول والآخر والظاهر والباطن. روى مسلم بسنده عن جرير عن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا ... إلى أن قال: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء" (٤)

إذن كمال الأوصاف لله - عز وجل - يدل عليها كلمة الحي فهو تعالى حي حياة كاملة جامعة لجميع صفات الذات، ومن كمال حياته أنه كامل القدرة نافذ الإرادة والمشيئة" (٥) فالله - تعالى - حياته كاملة، ويدل على كمال حياته ال التعريف التي تفيد الاستغراق.

وحياته - جل وعلا - لم يسبقها عدم، ولا يلحقها زوال.

قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (٦)

قال الزجاج في معنى الحي: يفيد دوام الوجود. والله تعالى لم يزل


(١) سورة القصص الآية ٨٨
(٢) سورة الرحمن الآية ٢٦
(٣) سورة الرحمن الآية ٢٧
(٤) صحيح مسلم ٨/ ٧٨ح (٢٧١٣) كتاب الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.
(٥) الحق الواضح المبين ٣/ ٢٢٢.
(٦) سورة الفرقان الآية ٥٨