للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موجودا، ولا يزال موجودا (١).

فالحياة الكاملة أبدا وأزلا لله عز وجل.

القيوم "ذكر الحياة التي هي أصل جميع الصفات، وذكر معها قيوميته المقتضية لذاته، وبقائه، وانتفاء الآفات جميعها عنه" (٢).

وأصل كلمة القيوم من القيام، وهو من أبنية المبالغة. وهو من أسمائه - تعالى - فهو القائم بنفسه لا بغيره وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يتصور وجود شيء ولا دوام وجود إلا به.

قال مجاهد: القيوم: القائم على كل شيء، وقال قتادة: القيوم، القائم على خلقه بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم.

وقال الكلبي: القيوم الذي لا بدئ له، وقال أبو عبيدة: القيوم، القائم على الأشياء. قال الفراء: صورة القيوم من الفعل الفيعول، وصورة القيام الفيعال، وهما جميعا مدح (٣).

قال الحسن، معناه القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجازيها بعملها، من حيث هو عالم بها لا يخفى عليه شيء منها.

وقال ابن عباس: معناه الذي لا يحول ولا يزول (٤). وقرأ ابن مسعود


(١) شرح أسماء الله الحسنى أحمد إبراهيم ملا محمد ١٣١.
(٢) الصواعق المرسلة ابن القيم ٤/ ١٣٧١.
(٣) لسان العرب ١٢/ ٥٠٤.
(٤) تفسير القرطبي ٣/ ٢٧١.