للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإعياء والتعب واللغوب، فإنه لو كان موصوفا بشيء من هذا النقص لكان ناقص القدرة (١).

لم قال: {لَا تَأْخُذُهُ} (٢) ولم يقل لا ينام؟

"لأن الأخذ بمعنى القهر والغلبة" (٣) حتى يعلم أن ذلك يشمل الأخذ بالقهر والغلبة، والأخذ بالاختيار، فهو لا يصيبه النعاس ولا ينام لا غلبة ولا اختيارا.

ولما عبر بالأخذ الذي هو بمعنى القهر والغلبة وجب تقديم السنة كما لو قيل: فلان لا يغلبه أمير ولا سلطان (٤).

سنة السنة: النعاس في قول الجميع. والنعاس من العين فإذا صار في القلب صار نوما.

وفرق المفضل بينهما فقال: السنة من الرأس، والنعاس في العين، والنوم في القلب (٥).

والسنة: بدء النعاس، وهو فتور يعتري الإنسان وترنيق في عينيه، وليس يفقد معه كل ذهنه.

والنوم: هو المستثقل الذي يزول معه الذهن.

قال الرازي في تفسيره: إن السنة ما تتقدم النوم، فإذا كانت عبارة عن


(١) الحق الواضح المبين السعدي ٣/ ٢١٦ - ٢٧١.
(٢) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٣) نظم الدرر البقاعي ١/ ٤٩٦.
(٤) المرجع السابق ١/ ٤٩٦.
(٥) تفسير القرطبي ٣/ ٢٧٢.