للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالمراد من قوله {وَالنَّوْمَ سُبَاتًا} (١) أي راحة لأبدانكم بانقطاعكم عن الأشغال (٢)، فبذلك يكون النوم قاطعا للتعب والمشقة.

والإنسان وغيره من المخلوقات محتاج إلى الله في يقظته ونومه، لكن الخالق المتصف بالقيومية وتلك الصفة تنافي السنة والنوم، لأنه – عز وجل – لا ينام ولا ينبغي له أن ينام.

جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى – رضي الله عنه – قال: «قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمس كلمات فقال: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام بيده القسط يخفضه ويرفعه، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، وعمل الليل قبل عمل النهار، حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه. (٣)».

الحاصل: أن الله تعالى لا تدركه آفة ولا يلحقه نقص، والنوم نقص، والمعلوم أن أهل الجنة لا ينامون في الجنة فهم ليسوا بحاجة إلى النوم لكمال حياتهم، ولما في النوم من نقص التلذذ بنعيم الجنة وثوابها.


(١) سورة الفرقان الآية ٤٧
(٢) القرطبي ١٣/ ٣٨.
(٣) مسلم ١/ ١١١ كتاب الإيمان، باب في تقوله عليه السلام: "إن الله لا ينام".