للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملكا تاما، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم، وكل ما حقه التأخير إذا تقدم فهو يفيد الحصر، فبذلك يكون سبب تقديم الخبر حصر ملكية السماوات والأرض وما فيهن لله – عز وجل – دون سواه، لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته.

ما اسم موصول، وهو من صيغ الجمع، مبتدأ مؤخر، وما تشمل العاقل وغير العاقل، أما: من فهي للعاقل فقط لذلك جاءت ما في هذه الآية لتكون ملكية الله - عز وجل - شاملة لجميع ما في السماوات والأرض من الأعيان والأحوال.

قال ابن عطية: جاءت العبارة بما وإن كان في الجملة من يعقل من حيث المراد الجملة والموجود. (١).

والمعلوم "أن غير العاقل أكثر من العاقل، ولكننا نقول: غلبت (ما) على (من) لأن (ما) تشمل الأعيان والأحوال، والمراد بالأحوال: التصرف في هذه الكائنات، فالله له ما في السماوات والأرض خلقا وملكا وتدبيرا، ولهذا جاءت (ما).

وإذا قصدت الأحوال أتى بـ (ما) حتى في العاقل قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (٢).


(١) المحرر الوجيز ابن عطية ٢/ ٢٧٩.
(٢) سورة النساء الآية ٣