للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يقل: (من)، لأن المرأة تنكح لحالها ووصفها، لا لشخصها (١)، والحصر الذي في الآية يدل على أن لله – عز وجل - ما في السماوات وما في الأرض خلقا وملكا وتدبيرا وحده دون سواه، فهو المالك وما سواه مملوك، وهو الخالق وغيره مخلوق، وجميع ما في السماوات والأرض ملكه وعبيده مقهورون بعزته، خاضعون لمشيئته، وهو الرقيب عليهم لافتقارهم إليه وتكفله بهم.

فالواجب أن نخضع له خضوع تذلل وخشوع وطاعة، قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} (٢).

السماوات جمع السماوات، وأفرد الأرض، وإن كان المراد فيها الجمع لأن الأرض في هذه الآية مراد منه الجنس قوله {مَا فِي السَّمَاوَاتِ} (٣) جميع ما فيهن من ملائكة وغيرها، ومن المعلوم أن الملائكة عددهم كثير وقد ملئوا السماوات كما في الحديث: «ما من موضع شبر إلا فيه ملك قائم لله أو راكع أو ساجد (٤)».

كذلك ما جاء في القرآن من ذكر البيت المعمور الوارد في قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} (٥).


(١) أحكام القرآن الشيخ ابن عثيمين، أشرطة الشيخ رحمه الله.
(٢) سورة مريم الآية ٩٣
(٣) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٤) سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ٢/ ٥٠٦، كتاب المبتدأ والأنبياء وعجائب المخلوقات، (٨٥٢).
(٥) سورة الطور الآية ٤