هذا، فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه فيستحي، ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤله ربه ما ليس به علم فيستحي، ويقول: ائتوا خليل الرحمن، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى عبد كلمه الله، وأعطاه التوراة، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحي من ربه ويقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه: فيقول: لست هناكم، ائتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله ثم يقال: ارفع رأسك وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيت ربي (مثله) ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود ثالثة ثم أعود الرابعة، أقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود (١)».
فهذا الحديث الصحيح يثبت الشفاعة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد إذن الله - عز وجل - وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلحم فرفع إليه الذراع
(١) البخاري ٨/ ١٦٠ كتاب التفسير، باب قول الله: (وعلم آدم الأسماء كلها) ح (٤٤٧٦) وكتاب الرقاق، باب الحشر ١١/ ٤١٧ ح (٦٥٦٥).