وهكذا بقية المعلومات، لا نحيط بها علما، إلا بما شاء الله، حتى المعلومات التي أمامنا يجهلها الكثير منا إلا إذا شاء الله أن نطلع عليها.
هناك أيها القارئ كثير من المعلومات التي في أنفسنا نجهل الكثير منها، من تلقيح البويضة، وبيان معنى النطفة، وكيفية التعشيش في مرحلة العلقة، ثم المضغة وماهيتها، إلى وقت الولادة وما إلى ذلك من المعلومات الدقيقة عن خلق الإنسان، والتي لم تعرف تلك الأطوار الدقيقة إلا قبل عشرات السنين، والتي يتم تعلمها بتعليم الله إيانا لها، فبذلك يتضح أننا لا نعلم شيئا مما يعلمه الله، إلا بما شاء، ولا نحيط بشيء مما يتعلق بصفاته ولا بذاته إلا بما شاء، فبذلك يتبين كمال علمه عز وجل.
{إِلَّا بِمَا شَاءَ}(١) أي ما شاء من الذي علمهم الله إياه وهو استثناء وقد أعيد العامل وهو حرف (الباء).
بما يحتمل أن تكون ما مصدرية، فالتقدير على ذلك، إلا بمشيئته.
ويحتمل أن تكون موصولة والتقدير، إلا بالذي شاء.
وعلى التقدير الثاني يكون العائد محذوفا وتقديره إلا بما شاءه.
بذلك نعلم أنه لا أحد يطلع من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله تعالى وأطلعه عليه.