للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلي صفة مشبهة، والصفة المشبهة تكون لازمة لا ينفك عنها الموصوف، فعلو الله عز وجل لازم لذاته وله سبحانه جميع معاني العلو: علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر والغلبة، وعلو الأسماء والصفات.

قال السعدي: فجميع معاني العلو ثابتة لله من كل وجه، فله علو الذات فإنه فوق المخلوقات، وعلى عرشه استوى، أي علا وارتفع، وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها، فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى:

{وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (١).

وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته، وله علو القهر، فإنه الواحد القهار، الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه مانع، وما لم يشأ لم يكن (٢). ا. هـ.

وقد قسم العلماء العلو إلى قسمين: علو ذات، وعلو صفات.

أما علو الذات: فإن معناه أنه فوق مخلوقاته مستو على عرشه ليس فوقه شيء، بل كل الأشياء تحت الله – عز وجل -.

وأما علو الصفات: فمعناها علو صفاته عن مشابهة المخلوقين،


(١) سورة طه الآية ١١٠
(٢) الحق الواضح المبين ٣/ ٢٢٤، وانظر: توضيح الكافية الشافية ٣/ ٣٧٧.