هوامشها من الشروح، وقلت في مسألة الإيمان التي ذكر البخاري في أول الصحيح: هذا هو الحق الذي أدين الله به، فأعجبني هذا الكلام؛ لأنه خلاف مذهب أئمتكم المتكلمين) (١).
ثم قال الإمام في نقد ما عليه المتكلمون:(وهم معترفون أنهم لم يأخذوا أصولهم من الوحي، بل من عقولهم، ومعترفون أنهم مخالفون للسلف في ذلك، مثل: ما ذكر في فتح الباري، في مسألة الإيمان، على قول البخاري: وهو قول وعمل، ويزيد وينقص.
فذكر إجماع السلف على ذلك، وذكر عن الشافعي أنه نقل الإجماع على ذلك، وكذلك ذكر أن البخاري نقله، ثم بعد ذلك حكى كلام المتأخرين، ولم يرده).
وعلى هذا المنهج سار أتباعه رحمهم الله، فإنهم كما قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: (وهذه الطائفة بحمد الله على منهج الصحابة في أصول الدين وفروعه، والحجة عندهم فيما قال الله ورسوله، وما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام، وفارقوا أهل الشرك وعبادة
(١) الدرر السنية ١/ ٣٦، والرسائل الشخصية ضمن القسم الخامس من مؤلفات الشيخ الإمام ٢٥٠.