وتنوعت تقريرات علماء الدعوة لهذا المعتقد، ما بين نقلهم حكاية بعض الأئمة الإجماع عليه، وحكايتهم بأنفسهم لهذا الإجماع، وأن هذا هو معتقدهم في باب الإيمان، وتقرير التلازم بين أجزاء الإيمان، وعدم انفكاك بعضها عن بعض، وعدم صحة الإيمان إلا باجتماع أجزائه، وسياق الأدلة على ذلك المعتقد، وهكذا في صور مختلفة في تقرير هذه الحقيقة، وهي أن الإيمان قول وعمل، وفي الفقرات التالية تحرير لذلك.
أولا: نقل علماء الدعوة عن بعض الأئمة الإجماع على أن الإيمان قول وعمل:
حكى الإجماع على ذلك جمع من أئمة السنة، ونقله عنهم بعض علماء الدعوة، وما لم ينقلوه بلفظه أشاروا إليه، ومن ذلك:
قول الشافعي رحمه الله:(وكان الإجماع من الصحابة، والتابعين من بعدهم، ومن أدركناهم يقولون: إن الإيمان قول، وعمل، ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر).
ويقول الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى: (لا يستقيم الإيمان إلا