للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (١)»، الحديث، قال: «أخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. (٢)» فأخبر أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان يفسر بالأعمال الباطنة (٣). وبذلك يفسر كل منهما عند الاقتران.

فإذا أفرد الإيمان، كما في كثير من الآيات والأحاديث، كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} (٤)، الآية، فتناولت الآية جميع الأعمال الباطنة والظاهرة؛ لدخولها في مسمى الإيمان.

وأما الأركان الخمسة فهي جزء من مسمى الإيمان، ولا يحصل الإيمان على الحقيقة إلا بالعمل بهذه الأركان، والإيمان بالأصول الستة المذكورة في الحديث.

وأصول الإيمان المذكورة تتضمن الأعمال الباطنة والظاهرة، فإن الإيمان بالله يقتضي محبته، وخشيته، وتعظيمه، وطاعته بامتثال أمره وترك نهيه.

وكذلك الإيمان بالكتب يقتضي العمل بما فيها من الأمر والنهي، فدخل هذا كله في الأصول الستة.


(١) مسلم الإيمان (٨)، الترمذي الإيمان (٢٦١٠)، النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠)، أبو داود السنة (٤٦٩٥)، ابن ماجه المقدمة (٦٣)، أحمد (١/ ٥٢).
(٢) مسلم الإيمان (٨)، الترمذي الإيمان (٢٦١٠)، النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠)، أبو داود السنة (٤٦٩٥)، ابن ماجه المقدمة (٦٣)، أحمد (١/ ٥٣).
(٣) انظر أيضا: الدرر السنية ١/ ٣٥٦
(٤) سورة النساء الآية ١٣٦