للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخالف أصح الروايتين عنه، وهي الصحيح من المذهب أن المعرفة تقبل التفاضل.

يقول الشيخ حسين بن غنام: (والصحيح أن الإيمان القلبي يتفاضل، وهو أصح الروايتين عن أحمد؛ لأن إيمان الصديقين ليس كإيمان غيرهم، والآيات والأحاديث دالة على ذلك) (١).

وكذلك ما جاء عن الإمام مالك رحمه الله أنه توقف في بعض الروايات عن القول بالنقصان؛ إما لكون التصديق لا يجوز نقصانه؛ لأنه إذا نقص صار شكا، أو أن توقفه خشية أن يتناول موافقة الخوارج الذين يكفرون أهل المعاصي بالذنوب (٢).

فإن هذه التعديلات لا تكفي في رد ما دلت عليه النصوص، وقد صح عن مالك رواية ثانية، وهي المشهورة عند أصحابه أن الإيمان يزيد وينقص.

وقد سبق حكاية عبد الرزاق رحمه الله عمن أدركه من شيوخه، ومنهم مالك، أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.


(١) العقد الثمين ٥٢، وراجع: السنة للخلال ٣/ ٥٨٠ - ٥٨١ رقم ١٠٠٤، ١٠٠٧، والفتاوى ٧/ ٤٠٨.
(٢) انظر: التوضيح ١٢٣ - ١٢٤، وراجع: شرح صحيح البخاري لابن بطال ١/ ٥٧.