للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا إله إلا الله دخل الجنة، وإن زنى، وإن سرق (١)»، وحديث عبادة بن الصامت الصحيح المشهور أنهم بايعوه صلى الله عليه وسلم على ألا يسرقوا ولا يزنوا ولا يعصوا، قال لهم صلى الله عليه وسلم: «فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن فعل شيئا من ذلك فعوقب في الدنيا فهو كفارته، ومن فعل ولم يعاقب، فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه (٢)».

فهذان الحديثان مع نظائرهما في الصحيح، مع قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٣)، مع إجماع أهل الحق على أن الزاني، والسارق، والقاتل، وغيرهم من أصحاب الكبائر، غير الشرك، لا يكفرون بذلك، بل هم مؤمنون ناقصو الإيمان، إن تابوا سقطت عقوبتهم، وإن ماتوا مصرين على الكبائر كانوا في المشيئة، فإن شاء الله عفا عنهم وأدخلهم الجنة، وإن شاء عذبهم، ثم أدخلهم الجنة، فكل هذه الدلائل تضطرنا إلى تأويل هذا الحديث، وشبهه.


(١) رواه البخاري: كتاب اللباس، باب الثياب البيض ١٠/ ٢٩٤ رقم ٥٨٢٧، ومسلم ٢/ ١٢٤ - ١٢٥ رقم ٩٤.
(٢) رواه البخاري في مواضع منها: كتاب التفسير، باب {إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} ٨/ ٥٠٦، رقم ٤٨٩٤، ومسلم ١١/ ٣١٦، رقم ١٧٠٩.
(٣) سورة النساء الآية ٤٨