للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولا: القدوة الحسنة:

من الواضح لكل متأمل ما كان عليه المصطفى من خلق كريم وسيرة نبيلة حتى كان لهذا الأمر تأثيره البين في استجابة المدعوين (السابقين) إلى الإسلام أمثال خديجة وعلي وزيد - رضي الله عنهم - وغيرهم ممن سبق، إذ كانت معرفتهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قرب ومعاشرتهم له واطلاعهم على كريم خلقه وعظيم شخصيته الإنسانية كان له الأثر الواضح في تصديقهم فيما يدعو إليه وإيمانهم برسالته في مرحلة الاستخفاء، ولهذا لم يطالبوه بالمعجزة ولم يناقشوه بالدليل استنادا لاطمئنانهم التام بصدقه الذي لا يدع مجالا للشك، فهم لم يعهدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذبة واحدة طيلة معاشرتهم له، ولم يلحظوا على أخلاقه الكريمة ملحظا ذا ريبة.

وما يؤكد ذلك أن أبا طالب قال لعلي بعد أن أجابه على سؤال عن دينه الجديد الذي دعاه إليه محمد - صلى الله عليه وسلم -: أما إنه لا يدعوك إلا إلى خير فالزمه (١).

ثانيا: القول المباشر:

وقد قدم الرسول الدعوة للأفراد بوسيلة القول المباشر، كما يتجلى ذلك في هذه الدراسة بأسلوب النصيحة، وهو أسلوب يتفرع من مسلك الدعوة الفردية باعتبار طبيعة الاستسرار التي تجمع بينهما، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الأسلوب في دعوته لعمه حينما قال له: " .. «وأنت يا عم أحق من


(١) تاريخ الأمم والملوك - للإمام الطبري ١/ ٥٣٩