للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله وحده وإلى عبادته وكفر باللات والعزى، فقال له علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم فلست بقاض أمرا حتى أحدث أبا طالب. فكره رسول الله أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره. فقال له: يا علي، إذا لم تسلم فاكتم، فمكث على تلك الليلة ثم إن الله أوقع في قلب علي الإسلام فأصبح غاديا إلى رسول الله حتى جاءه، فقال: ما عرضت علي يا محمد؟ فقال له رسول الله: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وتكفر باللات والعزى وتبرأ من الأنداد. ففعل علي وأسلم، ومكث علي يأتيه على خوف من أبي طالب وكتم علي إسلامه (١)» وأسلم وهو ابن عشر سنين (٢).

وروى ابن جرير بسنده «عن يحيى بن عفيف قال: جئت زمن الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس بن عبد المطلب فلما طلعت الشمس وحلقت في السماء وأنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة فقام مستقبلها فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والمرأة فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة فخر الشاب ساجدا فسجدا معه.

فقلت: يا عباس، أمر عظيم! فقال: أمر عظيم! فقال: أتدري من هذا؟ فقلت: لا، فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي.


(١) انظر: سيرة ابن إسحاق ٢/ ١١٨
(٢) انظر: سيرة ابن إسحاق ٢/ ١١٨ وفتح الباري لا بن حجر، ٧/ ١٧٤