للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليك من أذى كفار قريش، ولكن قد حصل أجرك فابق على إسلامك، وارجع إلى قومك واستمر على الإسلام في موضعك حتى تعلمني ظهرت فأتني، وفيه معجزة للنبوة وهي إعلامه بأنه سيظهر" (١).

• أبو ذر الغفاري: ساق الحافظ البيهقي بإسناده «عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "كنت ربع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة نفر وأنا الرابع أتيت رسول الله فقلت: السلام عليك يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله (٢)».

ودعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - له تتضح من خلال ما رواه ابن عباس - رضي الله عنه - بقوله: «ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال: قلنا: بلي، قال: قال أبو ذر: كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره، فانطلق فلقيه ثم رجع، فقلت: ما عندك؟ فقال: والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير، وينهى عن الشر، فقلت له: لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد، قال: فمر بي علي، فقال: كأن الرجل غريب، قال: قلت: نعم، قال: فانطلق إلى المنزل، قال: فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء، قال: فمر بي علي، فقال: أما آن للرجل


(١) شرح صحيح مسلم - للإمام النووي ١/ ١٣٧٤
(٢) البداية والنهاية ٣/ ٣٤