للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعرف منزله بعد، قال: قلت: لا، قال: انطلق معي، قال: فقال: ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة، قال: قلت له: إن كتمت علي أخبرتك، قال: فإني أفعل، قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه، فقال له: أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني، ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: اعرض علي الإسلام، فعرضه فأسلمت مكاني، فقال لي: " يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل (١)».

• عبد الله بن مسعود: قال في الاستيعاب: إن إسلامه كان قديما في أول الإسلام (٢).

ودعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - له تتضح من خلال قوله: «كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فقال: يا غلام هل من لبن؟


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب، باب: قصة زمزم، رقم الحديث: ٣٢٦١، ط (الأولى، عام: ١٤١٧هـ، الناشر: دار السلام - الرياض) رقم الحديث: ٣٢٦١. ومسلم كلاهما من حديث ابن عباس. وأخرج مسلم وحده رواية عبد الله بن الصامت وبينهما تعارض. ويرى القرطبي أن الجمع فيه تكلف شديد والقاعدة أن الأصح ما اتفق عليه البخاري ومسلم ولذا يلزم عند التعارض اعتماد رواية ابن عباس. انظر: السيرة النبوية الصحيحة - أكرم ضياء العمري، ط (السادسة، عام: ١٤٢٦هـ، الناشر: مكتبة العبيكان - الرياض) ص ١٤٤
(٢) الاستيعاب ١/ ٣٠٢