قال: قلت: نعم، ولكني مؤتمن، قال: فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟ فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في إناء فشرب وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: اقلص، فقلص ".
قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله علمني من هذا القول، قال: فمسح رأسي، وقال: يرحمك الله، فإنك غليم معلم (١)».
• أم أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: عن عائشة قالت: «لما اجتمع أصحاب النبي وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا ألح أبو بكر على رسول الله في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته وقام أبو بكر في الناس خطيبا ورسول الله جالس، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ووطئ أبو بكر بالأرجل وضرب ضربا شديدا ودنا منه عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين ونزا على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه وجاء بنو تيم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد، وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر فتكلم آخر النهار: فقال: ما فعل رسول الله؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه ثم قاموا وقالوا لأمه
(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند ١/ ٤٦٢ وابن سعد في الطبقات ٣/ ١٥٠. وحسن إسناده الألباني. انظر: صحيح السيرة النبوية ١٢٤