بالمارة، وتشتد فيها الحركة بصورة طبيعية مما يصعب معه إدراك وجود حركة خاصة بأناس تجتمع في هذه الدار وتنفض منها.
٢ – أن عملية الوصول إليها رغم سريتها لا يحتاج إلى كلفة أو مشقة.
الفرع الثالث: وسائل الدعوة وأساليبها:
من المعلوم أن الاستخفاء بالدعوة يتطلب اتخاذ وسائل وأساليب تتلاءم مع مقتضيات هذا الظرف، لذا كانت الوسائل التي اتخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - محدودة جدا، حيث اقتصرت على وسيلتي القدوة الحسنة، والقول المباشر من خلال مسلك الدعوة الفردية.
لذا يمكن القول: إن الوسائل والأساليب في تلك المرحلة لم تكن أمورا ذات صبغة خاصة أو لها ما يميزها عن وسائل الدعوة وأساليبها في المرحلة الجهرية اللهم إلا من حيث الاقتصار على ما يناسب الاستسرار والاستخفاء، ولهذا لما انطلقت الدعوة إلى الجهرية اتسعت وسائلها تبعا لذلك.
الفرع الرابع: مضمون الدعوة:
بالنظر إلى مضامين الدعوة في حال الاستخفاء نجد أنها تمحورت في الأصل على موضوع التوحيد، لقد كان القرآن الكريم ينزل مؤكدا على ذلك، ولم يتجاوزه إلى المسائل الأخرى إلا قليلا وراح القرآن يحبك بأسلوبه المعجز وآياته البينات جوانبها الشاملة وبناءها في نفوس المدعوين