الذين استجابوا للدعوة، ويحيلهم واحدا بعد آخر ويوما بعد يوم إلى شخوص حية تتحرك بما أنزل من قرآن فتكون حركتها تعبيرا حيويا عن التصور الجديد للعقيدة والذي جاء لينعكس بالضرورة على السلوك اليومي للمسلم.
وبالطبع فالدعوة كانت تتضمن إلى جانب العقيدة موضوع العبادة (الصلاة) وتناولت صلة الأرحام، ومكارم الأخلاق ولم يكن ثمة أمر آخر يستدعي لفت النظر إليه في تلك المرحلة.
لذا يتأكد القول بأن مضمون الدعوة وجوهرها لم يتغير في مراحل الدعوة الأخيرة عن مراحلها الأول وكذلك حقائقها ومبادئها لم تتبدل مع تطور الدعوة وتغير مراحلها، بل كانت آخذة في استيعاب مناحي الحياة وما يتنزل من تشريع جديد.
واستنادا لما تقدم يمكن أن نقول: إن سمات استخفاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة تبلورت في أمور:
أ – السماح لخبر الدعوة والداعية - صلى الله عليه وسلم - أن يتسربا بهدوء بصورة متدرجة إلى أحياء مكة وشعابها وما جاورها من قرى إذا تحققت المصلحة وانتفت المفسدة مع أخذ الحذر والترقب، لذا في قصة إسلام أبي ذر