رسالة عاجلة لملك أسبانيا مفادها أنه قد أخذ على عاتقه حمل المسلمين في غرناطة وغيرها من مدن أسبانيا على أن يصبحوا كاثوليكا؛ تنفيذا لرغبة المسيح عليه السلام الذي ظهر له - كما ادعى - وأمره بذلك. فأقره الملك على أن يفعل ما يشاء لتنفيذ رغبة المسيح عليه السلام، عندها بادر الأسقف إلى احتلال المساجد ومصادرة أوقافها، وأمر بتحويل المسجد الجامع في غرناطة إلى كنيسة، فثار المسلمون هناك دفاعا عن مساجدهم، لكن ثورتهم قمعت بوحشية مطلقة، وتم إعدام مائتين من العلماء المسلمين حرقا في ساحة من الساحات العامة بتهمة مقاومة المسيحية (١).
وتم تشكيل محاكم التفتيش لتبدأ بمهام البحث عن كل مسلم ومحاكمته على عدم تنصره، فهرب المسلمون إلى أعلى الجبال، وأصدرت محاكم التفتيش الإسبانية تعليماتها لتنصير بقية المسلمين في إسبانيا، وإجبارهم على أن يكونوا نصارى، وكانت محاكم التفتيش تصدر أحكاما بحرق المسلمين على أعواد الحطب وهم أحياء في ساحة من ساحات مدينة غرناطة، أمام الناس، كما صدر مرسوم بإحراق جميع الكتب الإسلامية والعربية، فأحرقت المصاحف وآلاف الكتب في ساحة الرملة بغرناطة، ثم تتابع حرق الكتب في جميع المدن والقرى. وقد استمرت هذه الحملة الظالمة على المسلمين حتى عام (١٥٧٧م)، وراح ضحيتها حسب بعض المؤرخين
(١) انظر: مجلة الجندي المسلم، مقال للأستاذ: عبد الرحمن حمادي عدد ١٢٠ تاريخ ١/ ٧ / ٢٠٠٥م.