الغربيين أكثر من نصف مليون مسلم، وتم تنصير البقية الباقية من المسلمين بالقوة، وقد عرف المسلمون المتنصرون باسم المسيحيين الجدد تمييزا لهم عن المسيحيين القدامى (١) ثم صدر مرسوم بتحويل جميع المساجد إلى كنائس.
ولما تبين للمحاكم أن كل أعمال التنصير في تلك الحملة لم تؤت نفعا، حيث تنصر المسلمون ظاهرا، ولكنهم فعليا يمارسون الشعائر الإسلامية فيما بينهم سرا؛ قامت المحاكم بالبحث عن كل مسلم لتحاكمه، وهي محاكم منحت سلطات غير محدودة، ومارست أساليب في التعذيب لم يعرفها أو يمارسها أكثر الطغاة وحشية عبر التاريخ، وقد بدأت تلك المحاكم أعمالها بهدم الحمامات العربية، ومنع الاغتسال على الطريقة العربية، ومنع ارتداء الملابس العربية، أو التحدث باللغة العربية، ومنع الزواج على الطريقة العربية أو الشريعة الإسلامية، ووضعت عقوبات صارمة جدا بحق كل من يثبت أنه يرفض شرب الخمر، أو تناول لحم الخنزير، وكل مخالفة لهذه الممنوعات والأوامر تعد خروجا على الكاثوليكية، ويحال صاحبها إلى محاكم التفتيش.
وحيث إن المحاكم والأساليب المتبعة لم تنجح في إجبار المسلمين على ترك دينهم كما تريد الكنيسة التي أدركت مدى عمق الإيمان بالعقيدة الإسلامية في نفوس (الموريسكيين) فقررت إخراجهم وتهجيرهم من