للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأصل الكفر هو تغطية الشيء، وسمي الفلاح كافرا لتغطيته الحب بتراب الأرض؛ قال تعالى: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} (١).

وسمي الليل كافرا لتغطيته كل شيء؛ قال لبيد بن ربيعة:

حتى إذا ألقت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها (٢)

يريد الليل لأنه يغطي كل شيء ويستره بظلمته.

وجاء في كتاب العين: " والكافر: الليل والبحر ومغيب الشمس، وكل شيء غطى شيئا فقد كفره ". (٣)

وليس الكافر اسما للفلاح أو الليل ولكنه وصف لهما، وكفران النعمة: جحودها وسترها، وهو ضد الشكر. وتستعمل كلمة الكفر في الدين أكثر من استعمالها في كفران النعمة، والكفران في جحود


(١) سورة الحديد الآية ٢٠
(٢) الشعر والشعراء، عبد الله بن مسلم بن قتيبة، تحقيق: أحمد شاكر، القاهرة ١٩٦٦م، ١٥٦.
(٣) كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، ٥/ ٣٥٧.