للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد فسر أهل العلم النفاق هنا بالنفاق الأصغر؛ ذلك أن النفاق عندهم نفاقان: نفاق أكبر وهو نفاق القلب، ونفاق أصغر، وهو نفاق العمل، قال ابن حجر معلقا على ترجمة البخاري باب علامة المنافق: لما قدم أن مراتب الكفر متفاوتة وكذلك الظلم أتبعه بأن النفاق كذلك؛ (١) فالنفاق هنا هو نفاق العمل، وذلك بأن يظهر الإنسان علانية صالحة، ويبطن ما يخالف ذلك، والنفاق في اللغة من جنس الخداع والمكر وإظهار الخير.

وقال الإمام البغوي: والنفاق ضربان: أحدهما أن يظهر صاحبه الإيمان وهو مسر للكفر، كالمنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثاني: ترك المحافظة على حدود أمور الدين سرا، ومراعاتها علنا، فهذا يسمى منافقا، ولكنه نفاق دون نفاق (٢).

وقال ابن تيمية: فالإسلام يتناول من أظهر الإسلام وليس معه شيء من الإيمان وهو المنافق المحض، ويتناول من أظهر الإسلام مع التصديق المجمل في الباطن، ولكنه لم يفعل الواجب كله لا من


(١) فتح الباري، ابن حجر: ٩/ ٨٩.
(٢) شرح السنة، البغوي: ١/ ٧٦.