للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا ولا هذا، وهم الفساق يكون في أحدهم شعبة نفاق، ويتناول من أتى بالإسلام الواجب وما يلزمه من الإيمان، ولم يأت بتمام الإيمان الواجب، وهؤلاء ليسوا فساقا تاركين فريضة ظاهرة، ولا مرتكبين محرما ظاهرا، لكن تركوا من حقائق الإيمان الواجبة علما وعملا بالقلب يتبعه بعض الجوارح ما كانوا به مذمومين، وهذا هو النفاق الذي كان يخافه السلف على نفوسهم (١).

ولما تقرر عند الصحابة - رضي الله عنهم - أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية، خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر بالرجوع إلى الدنيا والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال؛ خشي أن يكون ذلك منه نفاقا؛ جاء في الحديث عن حنظله الأسيدي أنه مر بأبي بكر وهو يبكي، فقال: ما لك؟

قال: نافق حنظلة يا أبا بكر، نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة


(١) مجموع الفتاوى، ابن تيمية: ٧/ ٤٢٧.