للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دين صحيح ويميل إليهم، فهذا لا شك في أنه كامل النفاق، وأنه في الدرك الأسفل من النار، ومن كان فيه شعبة من نفاق الأعمال، وكان في قلبه جزم بالإيمان بالله ورسله وملائكته وكتبه وبالمعاد، فله قسط من المقت حتى يدعها ويتوب منها وليس هو بكافر (١).

الرابع: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، والتوبة معروضة بعد (٢)». متفق عليه.

والمراد بالإيمان المنفي هنا: كمال الإيمان الواجب، وإن كان مع الإنسان أصل الإيمان؛ ذلك أن العاصي يصير أنقص حالا في الإيمان ممن لا يعصي، فلا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان؛ فأهل السنة مجمعون على أن مرتكب الكبائر لا يكفر إلا بالشرك (٣).

ولفظ الحديث يفهم منه هذا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، ولو أراد نفي حقيقة الإيمان عن أصحاب هذه المعاصي، وإخراجهم منه


(١) ينظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي: ١١/ ٣٦٤
(٢) أخرجه البخاري (٢٤٧٥) و (٥٥٧٨) و (٦٧٧٢) و (٦٨١٠) ومسلم ٥٧ وأبو داود (٤٦٨٩) الترمذي (٢٦٢٥) وابن ماجه (٣٩٣٦) والنسائي ٨/ ٦٤، ٦٥، ٣١٣ وأحمد ٢/ ٢٤٣، ٣١٧، ٣٧٦، ٣٨٦، ٤٧٩.
(٣) ينظر: شرح النووي ٢/ ٤١ فتح الباري، ابن حجر ١/ ٣٤ مجموع الفتاوى ابن تيمية: ٧/ ٥٢٤.