للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الكفر لقال: إن الزاني والسارق غير مؤمنين، أو أنهما ليسا من المؤمنين، ولم يعدل إلى هذه العبارة المقيدة بحال المباشرة للذنب والملابسة له، ولا يخلو عدوله إليها من معنى لطيف لبلاغته التامة (١)، فنفي الإيمان عنهم كان لانتفاء ذوق حقائقه، ونقص بعض واجباته، فمن كان مخلصا لله حق الإخلاص، وقام بقلبه خشية الله التي تقهر الشهوة لم يزن، وإنما يزني لخلوه عن ذلك، وهذا هو الإيمان الذي ينزع منه، ولم ينزع منه أصله فلهذا قيل هو مسلم (٢).

قال أبو جعفر: هذا الإسلام، ودور دارة واسعة، وهذا الإيمان، ودور دارة صغيرة في وسط الكبيرة، فإذا زنى أو سرق خرج من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام إلا الكفر بالله (٣).


(١) العواصم والقواصم لابن الوزير: ٩/ ٢٣٣.
(٢) ينظر مجموع الفتاوى ابن تيمية ٧/ ٣٠٦ جامع العلوم والحكم ابن رجب ١/ ١١٣.
(٣) الإبانة، ابن بطة، ٢/ ٧١٣.