للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكان مرتدا يقتل على كل حال، فلا يقبل عفو ولي القصاص، ولا تجرى الحدود، فدل هذا على أنه ليس بمرتد، بل ما زال مسلما تجري عليه أحكام الإسلام، وإن كان غير كامل الإيمان، فمن لم يقترف تلك المعاصي أكمل منه إيمانا.

قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام:

" أما هذا الذي فيه ذكر الذنوب الجرائم، فإن الآثار جاءت بالتغليظ على أربعة أنواع: فاثنان منها فيها نفي الإيمان، والبراءة من النبي صلى الله عليه وسلم والآخران فيها تسمية الكفر، وذكر الشرك ".

ثم قال: " وإن الذي عندنا في الباب كله أن المعاصي والذنوب لا تزيل إيمانا ولا توجب كفرا، ولكن إنما تنفي من الإيمان حقيقته وإخلاصه الذي نعت الله به أهله واشترطه عليهم في مواضع من كتابه " (١).


(١) المصدر نفسه ص ٩٣.