وخرجوا شيئا فشيئا إلى أن اجتمعوا بالمدائن، وأصروا على الامتناع من طاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حتى يشهد على نفسه بالكفر لرضاه بالتحكيم - مع أنهم هم الذين ألجؤوه إلى قبوله - ويتوب من ذلك، وأرادوا قتل رسول أمير المؤمنين، ثم قتلوا عبد الله ابن خباب بن الأرت، وكان واليا لعلي، وبقروا بطن سريته عن ولد له، فخرج إليهم علي - رضي الله عنه - في الجيش الذي هيأه للخروج إلى أهل الشام، وقاتلهم في موقعة النهروان، ولم ينج منهم إلا دون العشرة، ولم يقتل من جيش علي إلا عشرة.
وقد عرف عن الخوارج الشدة في القتال والثبات والإقدام على الموت (١).
ولكن لم تضع معركة النهروان نهاية للخوارج؛ بل أذكت فيمن