للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم أهل النهروان ورب الكعبة (١).

وجاء عن أبي أمامة أنه لما أتي برؤوس الأزارقة فنصبت ورآهم دمعت عيناه وقال: كلاب النار، كلاب النار، كلاب النار، ثلاث مرات، هؤلاء شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء، وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء، فسئل: وما شأنك دمعت عيناك؟ قال: رحمة لهم لأنهم كانوا من أهل الإسلام، هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعا (٢).

والنصوص الواردة في ذم الخوارج أكثر من النصوص الواردة في ذم غيرهم من الفرق، مع أن غيرهم من الفرق قد يكون أشد ابتداعا منهم، ولكن بدعتهم واضحة، أما هؤلاء فالفتنة بهم أعظم لأن لهم إيمانا وحالا ظاهرة من الصلاح توجب موالاتهم، ودخلوا في تلك البدعة التي تفسد الدين، فلذا جاء النص في التحذير منهم، وعلى هذا فلا بد من التحذير ممن تلبس ببدعتهم، وإن اقتضى ذلك


(١) السيرة النبوية، ابن حبان ص ٥٤٦.
(٢) السنة، عبد الله بن أحمد: ٢/ ٦٤٣، ٦٤٤.