للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قوم لم أر أشد اجتهادا منهم، أيديهم كأنها ثفن الإبل، ووجوههم معلمة من آثار السجود) (١).

وكان لعسكرهم مثل دوي النحل من قراءة القرآن، وفيهم أصحاب البرانس الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة (٢).

فالخوارج كان فيهم غلو في الديانة وتشديد في غير موضع التشديد، وتنطع في العبادة بحمل النفس على ما لم يأذن فيه الشرع مع وصف الشارع الشريعة بأنها سهلة سمحة، ومع أنه ندب إلى الشدة مع الكفار وإلى الرأفة بالمؤمنين فعكس ذلك الخوارج (٣).

ولما ذكر لابن عباس الخوارج وما يلقون عند قراءة القرآن، قال: يؤمنون بمحكمه ويهلكون عند متشابهه (٤).

وكان علي يقول وهو يمشي بين القتلى منهم: بؤسا لكم، لقد ضركم من غركم. فقال أصحابه: يا أمير المؤمنين: ومن غرهم؟ قال: الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، غرتهم بالأماني، وزينت لهم المعاصي، ونبأتهم أنهم ظاهرون (٥).


(١) تلبيس إبليس ابن الجوزي: ٩١، فتح الباري، ابن حجر: ١٢/ ٢٨٩.
(٢) فتح الباري، ابن حجر: ١٢/ ٢٩٦.
(٣) فتح الباري، ابن حجر: ١٢/ ٣٠١ ينظر شرح النووي: ٧/ ١٦٦.
(٤) فتح الباري، ابن حجر: ١٢/ ٣٠٠ وقال: إسناده صحيح.
(٥) البداية والنهاية، ابن كثير: ٧/ ٢٩٩.